3 ــ الخطابة(كتابة خطب وإلقاؤها)
تعريف الخطابة :
هي فن مشافهة الجمهور وإقناعه واستمالته والتأثير فيه .
أنواعها :
تتنوع الخطب بحسب موضوعاتها إلى ما يلي :
خطب دينية: وهي ما يلقى في الجمع ، والأعياد ،والاستسقاء ، والدعوة والإرشاد .
خطب سياسية : وهي ما يلقى في المحافل السياسية أو المؤتمرات واللقاءات الدولية.
خطب حربية : وهي ما يلقى بين الجند لتحميسهم وحثهم على الجهاد ، والدفاع عن الوطن .
خطب محفلية : وهي ما يلقى في المحافل والمناسبات العامة ، ويدخل فيها ما يلقى في المناسبات المدرسية
الشروط التي ينبغي توافرها في الخطيب :
أن يكون صوته جاهرًا يمكّنه من إسماع جميع الحاضرين .
أن تكون مخارج الحروف سالمة من العيوب .
أن يكون على علم ودراية بنفسيات المستمعين لمخاطبتهم بما يناسبهم .
أن يكون حسن المظهر ، بحيث يحظى باحترام الناس وتقديرهم .
أن يلون صوته حسب الموضوع ، وحسب نوع الخطبة
أن يكون جريئًا في مواجهة الناس ، وإبراز تعابير الوجه ، واستخدام الإشارات اللازمة باليد وغيرها ، وتوجيه الخطاب للجميع، وتوزيع النظرات في جميع الاتجاهات .
مواصفات الخطبة :
ألا تكون طويلة مملة ولا قصيرة مخلة ، بحيث تركز على الموضوع الرئيس وتستوفيه حقه .
أن تكون ذات وحدة موضوعية ، بأن تدور حول فكرة معينة أو موضوع خاص .
أن تكون ذات أسلوب مناسب لأحوال المستمعين .
حسن اختيار الموضوع بأن يكون من الموضوعات غير المكررة ليجذب اهتمامهم وإنصاتهم .
استخدام الجمل القصيرة التي يقل فيها استخدام الروابط ؛ لئلا يلقى المستمعون عنتًا في متابعة الأفكار .
الاعتماد على الجمل الإنشائية المثيرة والمجددة لنشاط المستمعين ( الأمر ، النهي ، الاستفهام ، التعجب ، النداء ... ) .
الاستشهاد بالآيات والأحاديث وأقوال الحكماء شعرًا ونثرًا والقصص والأحداث التاريخية ؛ للتدليل وأخذ العبر .
عناصرها:
تتكون الخطبة من عدة عناصر على النحو التالي :
1ـ المقدمة : ولها أهمية كبيرة ؛ لأنها تعد السامعين لموضوع الخطبة ، وللمقدمة الجيدة مواصفات منها :
أن تكون متصلة بالموضوع ممهدة له .
أن تكون مشوقة تجذب المستمعين إلى موضوع الخطبة .
أن تناسب الخطبة طولاً وقصرًا .
ومن أنواع المقدمات التي تستخدم في الخطب :
البدء بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله .
التمهيد للموضوع بما يشعل حماس المستمعين ويثير شوقهم إليه .
البدء بآية أو حديث أو حكمة أو مثل أو شعر يوحي بالموضوع .
طرح مجموعة من الأسئلة المثيرة .
2 ـ العرض : وهو صلب الخطبة ، وإذ أمكن للخطيب أن يستغني عن المقدمة ، فإنه لا يمكن له الاستغناء عن العرض الذي يحسن أن يتصف بما يلي :
الوحدة الموضوعية .
الترتيب والتسلسل والترابط المنطقي للأفكار .
التدرج في العرض من الأهم فالمهم ، ومن العام إلى الخاص ...
الوضوح التام في المقاصد والغايات .
التدليل والاستشهاد على الأفكار وصحة الآراء .
الإكثار من أساليب الإثارة والتشويق .
3 ـ الخاتمة : ويحسن أن تتصف بما يلي :
ألا تكون بعيدة عن موضوع الخطبة ؛ لأنها امتداد له .
إيجاز أهم ما ورد في الخطبة .
التعبير بأساليب مغايرة عما جاء في العرض .
أن تكون عباراتها قوية لتهز مشاعر المستمعين .
أن تكون قصيرة لينتهي المستمعون وهم في ميل إلى الاستزادة .
النماذج :1/ من الخطابة الدينية :
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ، وتدوم بفضله ومنّته العطايا والمكرمات ، الـمتفضل على عباده بكل خير ، الواهب دون منِّ ولا تقصير ، وأصلي وأسلّم على هادي البشرية إلى سواء السبيل ، من كان لكل فضل وخير دليل ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأبرار، ما تعاقب الليل والنهار ، أما بعد :
فيا أيها المؤمنون : إن المجتمع الإسلامي مجتمعُ التكافل والرحمة ، صبغته شرعة النهج القويم فأحاطت بكل دقيقة وجليلة من مكوناته ، حتى إننا نرى الأمر بالمعروف يشمل كل ما فيه نفع للناس ، والنهي عن المنكر يحيط بكل ما ضرّ وأفسد . ومن أهم ما دلّ عليه ديننا الحنيف توثيق عرى الترابط بين المسلمين ، وزيادة الوشائج بينهم ؛ حتى يكونوا كالجسد الواحد كما قال تعالى : {إنما المؤمنون إخوة} ؛ إخوة في كلّ ما من شأنه رفعة دين الله . إخوة في الدلالة على الخير والحث عليه . إخوة في ردع كل شائبة ودرء كل مفسدة ، إخوة في التعامل والتكافل والمحبة ، يقول صلى الله عيه وسلم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا )) .
عباد الله :
إنّ الأخوة الحقة في الإسلام هي التي تكفل هذا الترابط ، وذلك الاتحاد ، فالهدف سامٍ ، والغاية نبيلة ، والوسيلة مشروعة . ولا تتأتي الأخوة بين المسلم وأخيه المسلم حتى تؤسس المحبة بينهما في الله ولله ، فيحبُّ لأخيه ما يحبه لنفسه ، كما أرشد إلى ذلك هادي البشرية ومرشدها ومعلمها الأول .
ولعل من وسائل المحبة في الله تبادل النصح الصادق دون تعريض أو استهزاء ، وكذلك تبادل الهدايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تهادوا تحابوا )) ، وبهذا يمكن للأمة بعد عون الله أن تكون بنيانًا واحداً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
وصلى الله على سيدنا محمد .
تابع الخطبة المحفلية
وثانيهما : شحذُ مقدرة الـموهوب على التفكير الإبداعي ، وتعريفه بعيوب التفكير ومزالقه وأخطائه حتى يتجنبها ، ولا يُؤْتى من قِبلِها ؛ فإنه "من مأمنِنه يُؤتى الحذِرُ ."
إنّ التفكيرَ هو آلةُ الإبداعِ ، ومادتُهُ ووسيلتُه ، وكما أن الـماء العذبَ الزُّلال قد يكونُ كامنًا في جوفِ الأرضِ لا يُنتفعُ به إلا بعد اكتشاف مكانه ، والحفرِ للوصول إليه ، كذلك ملكة التفكير،لا بُدّ من الكشف عنها، ثم تغذِيَتِها ، وتدريبِها ، وتدريب الـمعلمين الذين سيقومون بتدريبِها .
إنني أؤمل في مؤتمركم الخيرَ الكثيرَ ، وأن تضعوا تصورًا نُفيدُ منهُ ، يقودُنا إلى الطريقةِ الـمُثلى للكشف عن الـموهوبِ، ورعايته ، واستثمارٍ أمثلٍٍ لقُدُراتِه .
إن وطننا العربي منجم ٌ ضخمٌ مملوء بالكنوزِ ، وبإمكانِ الكنزِ البشري أن يجعلَ الوطنَ في القِمّةِ : ثراءً ، وعطاءً . فلْتكونوا ـــ أيها الإخوةُ الـمؤتمرون ـــ الـمكتشفين والنابشين عن هذه الجواهر الكريمةِ الـمكنونةِ .
أيها الإخوةُ الأعزّاء ، أكررُ لكم شكري ، أسأل اللهَ لـمؤتمركم هذا النجاح ، وأن يوفقنا جميعًا إلى العمل على كل ما فيه مصلحة أوطاننا وأبنائنا وأمتنا الـمجيدة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .